الاثنين، 18 أغسطس 2014

قراءة في الفصلين الرابع و الخامس من كتاب رفيقتي رانا

عنوان البحث
'' الآثار الناتجة عن جدار الضم والتوسع على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان منطقة الشعراوية بمحافظة طولكرم." فلــسطين

       أتت هذه القراءة المتواضعة في بحثك رفيقتي رانا بعد انتهائي من قراءته كما وعدتك  ، و أشكرك جزيل الشكر أنك ارسلت هذا البحث الشيق بمجرد انتهائك منه كما أرجو أن تكوني موفقة في حياتك الاجتماعية ككل و مسيرتك الدراسية خاصة مع كامل التحرر للشعب الفلسطيني الشقيق، لدى اسمح لي أن أسجل بعض ملاحظاتي حتى و ان كانت مختصرة و أرجو ان تكون بناءة  ، لقد ركزت قراءتي المتواضعة هذه في الفصلين الرابع و الخامس نظرا للجانب الميداني و الاحصائي الذي يضمانه من جهة ، ومن جهة ثانية لتلك النتائج المستخلصة و النقاشات التي يضمه الفصل الخامس .
        يعد البحث ، الذي عنوان أعلاه من بين البحوث الرائعة التي ناولتها في حياتي الاجتماعية / المعرفية  و العلاقاتية مع أناس تركوا في قلبي بصمة أمل و حب للعلم و المعرفة  واعطاء صورة نموذجة عن الشعب الفلسطيني و عن الوضعية التي يرثى لها هناك ، ان كل هذا وداك يا رفيقتي لن أنساه طالما حييت، وأن القضية الفلسطينية ستبقى دائما قضية وطنية لا مفر منها ،
       طبعا انه بحث يستحق القراءة لمعرفة تلك الكرونولوجية التاريخية  لما يسمى اليوم بجدار الفصل العنصري أو جدار الضم و التوسع على حسب تسميتها، هذا فضلا عن دراسة ميدانية في عين المكان  بمقاربات علمية عدة  تناولت بكل موضوعية بعيدا عن تلك النظرة  الذاتية أو الواحدة الجانب ... انه بحث في منتهى التكامل البنائي يكان يكون مقال ذو التضامن المفاهيمي لصنع في آخر المطاف نص بنيوي متناسق ما بين أفكاره و فقراته و فصوله لا على المستوى المنهجي  فحسب ، حيث حافظت على تلك المراحل السديدة لبناء موضوع  علمي هادف ،  ثم من الناحية المعرفية التي استفدت منها كثيرا من خلال معلومات جوهرية التي كنت أجهلها من قبل خاصة تلك الآثار السلبية على سكان منطقة الشعراوية كجزيئة صغيرة من الكل الذي تضرر فعلا من بناء هذا الجدار الذي حمل معه خبايا عدة  على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي .
       ان هذا أثر سلبا من خلال اطلاعي على هذا البحث في شتى المجالات و الجوانب ;  منها الاجتماعية و العمرانية والعلاقات العائلية حيث تم قطع صلة الرحم بين الأقارب  زد على دلك انخفاض الناتج الزراعي بفعل تقليص المساحات الزراعية والسيطرة عليها، انتشار البطالة و الفقر و الهجرة  بشتى أنواعها  و انتشار الطلاق ... ، ان الكيان الصيوني و الرأسمالية بشكل عام سعت الى تفكيك تلك الروابط الاجتماعية و تكسير العلاقات العاطفية مع الآخر و تعنيف الانسان الافلسطيني ماديا و بسيكولوجيا ...
     لقد طرحت اشكالية كبرى و هي على الشكل التالي : ما الآثار الناتجة عن جدار الضم والتوسع  جدار (الفصل العنصري)على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان منطقة الشعراوية بمحافظة طولكرم  ؟
       حاولت الاجابة في مستهل بحثها الذي يشمل خمسة فصول، الأول تناولت فيه الجوانب المتعلقة ببناء البحث من اشكالية و أهداف الدراسة و مصطلحاتها ...  و الفصل الثاني ركزت على مجموعة من الجدران باعتبار أن جدار الضم و التوسع ظاهرة تاريخية ليس وليد اللحظة . فرغم تجاوزها لمجموعة من الجدران التي اقيمت عبرة تاريخ البشرية  منذ أمد بعيد الا أنها ذكرت أهم الجدران المشهورة عبر العالم ، في الفصل الثالث خصص للاطلاع على المنهج المعتمد ألا وهو المنهج الوصفي حسب ما وضعته في الجانب المنهجي الا أنه في قراءتي لهذا البحث استنتجت أنه اعتمدت على منهج كيفي حيث نجد آلية المقابلة  كتقنية للتقصي العلمي مع مجتمع الدراسة وهي آلية مناسبة لموضوع البحث مادام البحث هو من يفرض ذاته على الباحث في اختيار تلك الآليات و التقنيات و المناهج المناسبة و ليس الباحث هو من يتماشى  وفقا لرغباته.
      فالذي ركزت فيه قراءتي المتواضعة في الفصلين  الرابع و الخامس نظرا للجانب الميداني  و المناقشات التي يحتويهما ، وبحكم أنك  تعلمين جيدا يارفيقتي أني ديايكتيكي شيء ما في نقاشاتي ، فضروري أن أسجل ملاحظاتي و أخلق شيء من التناقض بخصوص هذا الشأن .
     انطلاقا من المتغيرات التي اعتمدت عليها( العمر، الجنس، الحالة الاجتماعية، الدخل ،عدد أفراد الأسرة) ألم يكن من الواجب اعطاء حيز لمتغير الجانب الثقافي خاصة و أن اخواننا في محافظة طولكوم خاصة التلاميذ و الطلبة منهم من فقد التواصل مع مؤسسته  بل استصعب عليه الامر أن يكمل مساره الدراسي ؟ بالاضافة الى المس بكرامة الانسان الذي يستدعي الأمر الرجوع الى بعض النظريات السيكولوجية ومحاولة وضع مقاربات سيكولويجة حتى وان كان البحث سوسيولوجيا فلا يمكن أن نظل مقدين فقط لايملاءات السوسيولوجية ، ثم ما هي بعض الآثار السلبية على سكان محافظة طولكوم  بعد ما كانوا يتنقلون بكل حرية و اطمئنان ... و أخيرا ألم يؤثر هذا الجدار ايجابيا ولو بشكل ضئيل على مجتمع الدراسة ....الخ من اشكالات عويصة تطرح في هذا الجانب .
     على مستوى تلك النتائج ، المستخلصة من تلك الاحصائيات و المقابلات و الملاحظات في عين المكان  عززت من قيمة البحث في جانبه العلمي و هو ميزة من مميزات البحوث العلمية الجريئة و الهادفة ، وطبعا يبقى ارتباط الانسان الفلسطيني  بالأرض شرفا له  ، لكن نجد في مناطق أخرى أن المرأة مثلا في بعض المجتمعات القبللية المغربية أو ما يسمى بالنسب الشرفوي ( النسب الى الرسول ''صلعم ''عبر ابنته خديجة)  يبقا عاملا محددا في تحديد شرفه و الدفاع عنه ، هذا فقط حتى لا تعمم نتائج  البحث على المجتمع ككل .


    على سبيل الختم  ، تبقى تلك النتائج المستخلصة  من الميدان  خلال التأكد على صحة أو خطأ الفرضيات التي طرحت في البدأ هي نتائج دقيقة خاصة متغير العمر الذي كنت  قد طرحت شخصا فرضية أن المرأة ستكون أكبر المتضررين في هذه المعادلة ، لكن النتائج شملت كل فئة خاصة كبار السن  الذين  انعكس عليهم  هذا الامر بشكل صعب من خلال عمق ارتباطهم بالأرض أشد الارتباط ، ويبقى كل من متغير العمر و مكان السكن ، المستوى التعليمي ... كلها متغيرات قد تختلف من مكان للآخر و من سياق اجتماعي معين لسياق آخر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق