الثلاثاء، 31 مايو 2016

اليوم العالمي للمرأة 8 مارس، أي دور للحركات النسائية ( السياق والمضمون)




بقلم الطالب الباحث: حسن حبران

يقدم هذا المقال مساهمة متواضعة لمفهوم المرأة عامة ونضالها نحو مناشدة التغيير، ثم فهم معنى اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف كل من 8 مارس من كل سنة  السياق والمضمون، والى أي حد تعتبر تلك المرأة المكافحة المناضلة المرتبطة بسياقات متعددة في هذه الحركات النسائية .

إذا كنا بالنباهة الكافية، سنسجل في هذا السياق سبعينات من القرن العشرين، بظهور حركات نسائية تطالب بتحرير المرأة في مختلف المستويات والمجالات، مع العلم أنه لا يمكن  تحديد هذا التاريخ كتاريخ حتمي وقطعي لبدء النضالات النسائية  لأن تاريخ المجتمعات البشرية حافل وحامل لتمردات نسائية ضد السلطة الأبوية أو النظام البطريكي، ثم أن  الحضارات الإنسانية عبر التاريخ إلى اليوم،  والمرأة في بيئات القمع والإره
اب والتخلف والتمييز والاستغلال. قد ناضلت المرأة وما زالت تناضل من أجل الحرية والعدالة للجميع ومن أجل المساواة مع الرجل في الحقوق الأساسية، بغض النظر عن الزوايا الإيديولوجية والفكرية  لما يجب أن تتمتع به المرأة .

لا يختلف اثنان بكون اليوم العالمي للمرأة الذي  يحتفل به العالم في كل من8  مارس ليس وليد مجتمعاتنا المركبة (الامازيغية والعربية)، بل جاء في زمن وسياق التطور الحاصل بالمجتمعات الأمريكية والغربية، الذي تميز بالفورة الصناعية والتزايد السكاني الكبير وخاصة في المدن ورافق هذا الصعود تنامي للأفكار الثورية وتجمعات مناهضة الاستغلال والاستبداد واضطهاد المرأة بسبب السلطة الأبوية أو النظام البطريكي patriarcal system، وتماشيا مع أحداث ووقائع عدة في المجال السياسي والاجتماعي التي حرصت المرأة على تغييرها، وفي يوم 8 مارس سنة 1975 تم الاعلان عن سنة دولية للمرأة.

ومنذ ذلك التاريخ والثامن من مارس سار يوما مهما لدى نساء العالم في كافة القارات والبلدان، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال، اذا كانت المرأة الأوروبية والامريكية والمغربية نسبيا قد استطاعت فعلا  أن تقطع أشواطا مهمة في تحرير ذاتها من مختلف القضايا والسياقات والمستويات، ماذا عن المرأة المحلية كامرأة مغربية وماذا عن المرأة القروية التي تعاني الويلات، الى أي حد تعطي المعنى الحقيقي أو الصائب بالأحرى لمفهوم التحرر؟  وأي تحرر نقصد؟ هل هو السير على خطى الغرب ام أن لمجتمعاتنا خصوصيات اقتصادية وثقافية واجتماعية ودينية وربما سياسية؟ الى أي حد يتم تنزيل مقتضيات الدستور المغربي الذي ينص على التمتع بشكل سوي بين الرجل والمرأة بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية؟

فالعديد من هذه الأسئلة المتربطة بين الخطاب والممارسة أو النظري بالواقعي،  وحده الميدان قابل للتحقق من هذه  الأسئلة، كما أنه رهان أساسي لفهم وتفسير واقع وآفاق المرأة المغربية عامة والمحلية خصوصا، كما أن هذه الدراسات الميدانية  تساعدنا على تحديد مكامن الخلل والنقص والتهميش والاضطهاد الذي تعانيه المرأة المغربية عموما، صحيح اننا لا يمكن  أن نسير خارج سكة التطور كما لا يمكننا أن ننخرط انخراطا أعمى  في مختلف مستويات التطور، بمعنى أننا في حاجة الى تكريم المرأة نظرا للواقع المزرى الذي تعيشه ، سواء كثقافة سائدة في مجتمعنا  او الثقافة التي يتم تسيديها  أو مختلف السياقات التي تستغل ( بضم التاء) فيه المرأة من إشهار واعلام أو الخضوع والانصياع لرغبات الرجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق