الخميس، 10 أبريل 2014

بنية الصداقة بين الأدوار الوظيفية و بدائلها

بنية الصداقة بين الأدوار الوظيفية  و بدائلها

    اذا كنا بالنباهة الكافية ، سنكون دوما مع ذواتنا لنقيم سلوكنا وأفعالنا ومسار حياتنا وعلاقتنا مع الآخر من حين لآخر ، حتى لا نسير في الحياة سدى ، نعم نحن نسير في الحياة لكن الى أين الميسر ؟ ومن البديهي أن كل فرد من داخل بنية اجتماعية ما ، يتوفر أو توفر على الاقل على صديق أو صديقة تَقَاسم معهم أيام حياته اذ يمكن ان يصل الأمر الى مرتبة أعلى من دلك حيث يصبح الامر أكثر لحومة و أكثر تماسك ، خاصة اذا ما استحضرنا مجموعة من العوامل التي ترافق العنصرين  وتسهر على توفير ظروف ملائمة للطرفين من اجل الاستمرار في الحياة ، بالإضافة الى أن كل عنصر هنا أي كل فرد او صديق  يقوم بوظيفته من أجل الحفاض على هذه العلاقة الوطيدة التي يمكن ان تدوم الى أمد بعيد .
  غير ان الامور  غالبا ما تسير عكس ما  تشتهيه الحياة ،  و ان الرياح تجري  كما يقول المثل الشائع بما لا تشتهيه السفن ، فبين ليلة وضحاها و بمجرد أحداث انتقالات فجائية (فجأة ) التي تظهر في الحياة ولم تكن في الحسبان  ، ساهمت  بوعي أو بدون وعي في تفكك تلك العلاقة الوظيفية و العلاقة الحميمية بين أفراد المجتمع الذي يمكن وصفهم بالأصدقاء  ، نظرا للنسق الاجتماعي  الذي يشكلونه(اها) في فترة تاريخية معينة . ولعل هذا السبب كان بمثابة وظيفة رغم مرضيته ورغم مساهمته في تفكك تلك العلاقات التي طالما أحببت أن تطول وتطول ، الى أن المسألة الفجائية قامت بوظيفتها لتبين عن مكان الخلل في مسار حياتي وعن ضعف تلك العلاقة الهشة التي تربط بين عنصر و عنصر آخر .
    بصيغة أخرى ، ان تلك الحياة التي كانت في علاقة مع مجمل من الاصدقاء و التي طالما أحببت أن تطول وتطول ، برهنت  بالملموس و المطلق بمجرد حدث فجائي ــ ترقية العناصر  الأخرى خاصة على المستوى المادي ــ عن مدى هشاشتاها وعن مدى اتكائها بأساس رخو، وعلى هذا الجوهر اعتبرت هذا الحدث الفجائي رغم مرضيته بكونه خلخل ركيزة أساسية في حياتي ألا وهي بنية الصداقة هذا من جهة  ، الا أنه يبقى من جهة ثانية قد دفع العنصر المتضرر هنا  الذي هو انا شخصيا في طرف المعادلة للبحث عن بديل وضيفي بل أن البديل هنا فرض تواجده من خلال عدة معايير  ليعوض مكان الخلل بكل ارتياح لتستمر الحياة والجسد الصدائقي أو البنية الصدقية ان صح القول  ، و ربما يكون العنصر البدلي هنا وظيفي أي أن  الصديق  الذي حل مكان العناصر الأخرى التي خلفت عهدها وخانت المبادئ وتناست تلك العلاقات الحميمية بالجملة بل كسرت تلك الروابط الاجتماعية الصدقية وسار الأمر الى مستوى استهزائها بمجرد تحقيق مطلب آني ضنوا أنه كل شيء في الحياة  ،  لقد كسرت تلك الروابط الحميمية التي كنا نسهر للسير بها نحو غد أفضل لتذوب وسط واقع مرير يمل المرء من ذكر اسمه .

مكناس / الزيتون في : 08/04/2014 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق