ذكرى المولد النبوي بمكناس، بين الرواج الاقتصادي و
المزايا الروحية
تكاد مدينة مكناس تعرف طقوس احتفالية خاصة ، كلما عرفت موسم من المواسم التي أصبحت
اعتيادية إلى يومنا هذا، حيث
يتداخل فيها البعد الروحي بالمادي )الاقتصادي(، والمقدس بالمدنس بل المعياري باللامعياري ، أضف إلى دلك البعد
الاجتماعي الذي يسجل حضورا رائجا في هذه
الطقوس التي تزخر بها مدينة الأسوار منها أسوار واقعية ملموسة
وأخرى رمزية حامل لدلالات ومعاني عدة ،
التي قد تشكل عائق أمام الباحث السوسيوانثروبولوجي ، هدا باعتبار هده المواضيع من
بين الطابوهات التي يصعب الحديث عنها والكشف عن مجموع من التعبيرات هده الحقيقية، هذا
تزامنا مع ذكرى/عيد المولد
النبوي الشريف، حيث يعرف هذا المجال ذو الطبيعة القدسية رواجا اقتصاديا ، يحج إليه الناس القادمين من مناطق مختلفة منها المجاورة و أخرى تبعد
عن هذا الولي ـــ الشيخ الكامل ــــ
بمسافات طوال، والكل حسب حاجته من
مناطق المغرب المختلفة لزيارة الشيخ الكامل أو الهادي بنعيسى، الذي يقع ضريحه
بالمدينة القديم ‘’بالهديم’’، هذا الأخير الذي لم يترك للمارة أو
أصحاب السيارات أو العربات الصغيرة نظرا للعدد الكبير من الوافدين إلى هدا ‘’الحج المحلي’’ .
داخل
بنية مجاليه مغلقة، نجد زوار بمختلف انتماءاتهم حجوا إلى هدا المكان بتفاعلاتهم
نحو قبة محصنة من كل الجوانب خاصة في هده المناسبات الاحتفالية ، مما يصعب
على الزائر العادي اختراق هدا المجال ومعرفة مادا يجري من داخل هده القبة
أو الضريح ، خاصة ادا استحضرنا الهاجس الأمني الذي ينتشر في كل مكان
كآلية لتنظيم و ضبط مجريات هده الطقوس الاعتيادية .
ان مثل هده المناسبات والطقوس التي تزخر بها
مكناس الهديم عيساوا وتبوريدا
و الحلقات ... وكدا وباقي مدن المغرب الكبير ، تكاد تجمع بين جل المتناقضات في
قالب واحد حيث يتداخل المقدس بالمدنس و الحرام بالحلال و الاقتصادي بالرومانسي في
نمط تديني جديد يلبي الحاجيات الثقافية والمعتقداتية للأفراد دون المساس في
المعتقد الديني ، فادا كان البعض يحرم هاده الممارسات باعتبارها تتناقض مع الشريعة
الإسلامية ، فان البعض الآخر يعتبرها رمزا لديانة منفتحة ،بينما ينظر الها البعض
ليست سوى آلية تخدم مصلح معينة .
إعداد : الطالب
حسن حبران